anhams

على سبيل اليوميات

يمكن للفن أن يعبّر عن ما بداخل الجمهور، وأن يفرّغ ويخفف عنهم، كتنهيدة.

مثلما يردد شخص في مظاهرة عبارات وشعارات رنانة يصفق لها المؤيدون المحتشدون حوله، كذلك الفنان على خشبة المسرح. حين يسمع الجمهور صدى شكواهم تُقال بصورة واضحة ومعبرة يبادرون للتصفيق، ويخف حِملُهُم إلى حين.

البقوليات بمختلف أنواعها غنية بالبروتين والكربوهيدرات والألياف. هناك شتى الأنواع (والألوان) منها. كنت أستخدمها معلبة لسهولة تحضيرها. لكن قررت أن أجرب نوعا غير معلب. وضعتها في آلة طبخ الرز مع أرز بني وبعض البهارات والماء، وعدت إليها بعد أقل من ساعة لأحصل على طبق سهل التحضير من الأرز بالفاصوليا.

للمخبوزات اليابانية مذاق غني. أحد المكونات التي تميزها هو استخدام حليب هوكايدو.

تتمتع مقاطعة هوكايدو، في أقصى شمال اليابان، بظروف مثالية للرعي. طقسها في الصيف لطيف ويفتح شهية الأبقار لتناول الأعشاب الطبيعية، لتنتج حليبا طيب المذاق بنكهة فريدة تشبه الفانيليا تميزه عن بقية الأنواع الأخرى من الحليب البقري.

ويُستخدم أيضا في إنتاج الآيسكريم والجبنة والزبدة وحتى في الصابون ومستحضرات التجميل. بعض الدول الآسيوية القريبة من اليابان توفر حليب هوكايدو في المتاجر أو في المقاهي.

“القميص الداخلي! كان يمكنها على الأقل أن تترك قميصها الداخلي! هذا كان خيارها، ألّا تترك أثرًا واحدا. يمكنني إما أن أقبل ذلك أو، كما أعتقد أنها نيتها، أقول لنفسي بأنها لم توجَد على الإطلاق. إذا كانت غير موجودة، فكذلك الحال مع قميصها الداخلي”. هاروكي موراكامي، مطاردة خروف بري

قُل لأ للأشياء التي لا تريدها، نعم للأشياء التي تريدها. من حقك أن يكون لك رأي مستقل ومغاير عن الآخرين. هذا سيجعل الآخرين إما يرفضونك لأنك أنت أنت، أو يقبلونك لأنك أنت أنت.

قناعات دينية، توجه سياسي، شغف محظور. هناك من قادته نفس الأفكار التي قادتك، من من خاض نفس ما خضت؛ مواقف، ظروف، خيبات، أدوار، حياة. الكثير ممن يشبهونك سوف يظهرون حين تتجلى.

هذه حياتك، اختر التيار الذي تريد أن تسبح معه.

أريد أن أفقد بعض الوزن وفي نفس الوقت أريد أن أتناول الفواكه دون شعور بذنب. فبحثت عن الفواكه المتوافقة مع نظام كيتو (قليلة بالسكريات) ووجدت مجموعة انتقيت منها ما أعجبني:

فراولة 🍓 توت (أزرق، أسود، أحمر)🫐 بطيخ 🍈 بطيخ أحمر (رَقِّي)🍉

عند الساعة السادسة مساءً توجهت إلى العاصمة. الشمس ستغرب عما قليل، لكن درجة الحرارة ما تزال جنونية. وجدت موقفًا قريبا من العمارة التي سأقصدها. مشيت إليها وأنا أتأفف من الطقس. في الداخل درجة الحرارة أيضا خانقة. أخذت المصعد إلى الدور ٣٢، وكل ما أفكر فيه هو أن المصعد بطيء جدًا. أما أثناء نزولي فقد سمعت، داخل رأسي، صوت محمود درويش وهو يقول “الهواء اليوم حااااااامض”. رددت بيني وبين نفسي “الهواء اليوم حااااااارق”. أول ما خطر ببالي لأدفع هذه الحرارة هو شرب بيرة بااااااردة. حين نتحدث عن بيرة جيدة، فلا أفضل من البيرة الألمانية. توجهت إلى متجر ألماني، وكانت البيرة عندهم نفدت. فلجأت إلى الخطة ب؛ فتحت برنامج طلبات وبحثت عن بيرة أساهي اليابانية. وجدت متجرًا يابانيا يبيعها. طلبت عدة حبات، ووصلت بعد ٤٠ دقيقة. وضعت واحدة في الفريزر لعدة دقائق ثم شربتها وأنا أشاهد مسلسلًا على نتفلكس.

هذه معزوفة عن أحلامنا الذهبية، التي أهملناها إلى أن توارت. هل نملك الشجاعة لنستعيدها؟

لفت انتباهي عنوان الرواية فأضفتها إلى قائمة الكتب التي أريد شراءها. ثم وقعت عيني عليها في مكتبة كلمات في دبي التي زرتها بعد ٤ أيام من افتتاحها. أخذتها دون تفكير، ودون معرفة بمحتواها.

لم تصب توقعاتي حول موضوع الرواية. لكنها لم تبتعد كثيرا؛ عن مدرس تاريخ اكتشف قوة التاريخ على طالب عنده، حيث رجع إلى تاريخ أمير غابر، تقمص شخصيته، وعاد إلى الواقع مكتسبا شخصية جديدة تماما.

ذكرتني فكرة الرواية بالمغني توباك. فحين دخل إلى السجن، انكب على قراءة كتب الفلسفة والسياسة، التي منعه من قراءتها كثرة تعاطيه للكحول والحشيش. قرأ عن ميكافيلي وتأثر بأفكاره، خاصة تلك المتعلقة بأنك تفعل أي شيء في سبيل تحقيق هدفك. حين خرج من السجن غيّر اسمه من توباك إلى ميكافيلي. وكتب على ألبومه الأخير “توباك يخرج، ميكافيلي يدخل”. في بداية الأغنية الأولى من الألبوم قال:

“اسمحوا لي أقدم أولا: الدون ميكافيلي كلمات الأغنية هستيرية وروحية مثل القرآن”

منذ صباح اليوم وأنا أفكر في الطبق الذي سأطبخه بعد عودتي من العمل. تأكدت أن لدي كل المقادير. شاهدت عدة فيديوات على اليوتيوب، وتخيلت كل شيء عدة مرات. مستعد. سأطبخ كينوا مع خضروات مقلية.

وضعت الهاتف في كوب فارغ وشغلت حلقة من بودكاست عن التنمية البشرية. أخذت كأسين من الكينوا ووضعتهم مع المقدار اللازم من الماء في آلة طهي الرز، شغلتها وتركتها تقوم بعملها. رميت قطعة زبدة في المقلاة، مباشرة شعرت أنني وضعت كمية أكثر من اللازم. تظاهرت بأن كل شيء على ما يرام. ثم مررت الماء البادر على الخضروات المثلجة (جزر وفاصوليا خضراء) ووضعتها على المقلاة. رائحة الزبدة أشعرتني بالرضا. ثم أضفت الطماطم. وفي وعاء منفصل مزجت البيض مع قليل من حليب اللوز مع كركم وفلفل أسود، وأضفته على المقلاة. حركت كل شيء. وعندما لاحظت أنها قاربت من الاستواء وضعت فوقها الكينوا مع رشة من صلصة الصويا لتعويض طعم الملح (نعم، ليس لدي ملح).

على صعيد آخر الذكريات إذا لم تنتشلنا لا يُعَوَّل عليها.

Enter your email to subscribe to updates.