anhams

على سبيل اليوميات

يتمتع الأشخاص الحساسون برادار للإنذار المبكر. يلحظون أشياء لا يراها الآخرون. يلمسون مشاعر الشخص الآخر. واحد من كل خمسة أشخاص في العالم لديه هذه القوة الخارقة؛ أن يخوض الحياة بحساسية مرتفعة. الآلام تبدو أثقل على الروح مما هي عليه، لكن أبسط اللذات تحلّق بها عاليًا.

في إحدى الليالي في مدينة لشبونة، كنت جالسا في لوبي الفندق. أنظر إلى المطر الذي يصب بغزارة في الخارج بينما أستمع للموسيقى عبر برنامج پاندورا. تعرفت في تلك الليلة على مغنية مغمورة وهي ميلودي گاردوت. عرفت فيما بعد أنها تعرضت لحادث بالدراجة الهوائية وأصيب رأسها، وكانت الموسيقى جزء من علاجها. أشهر أغانيها “لو كانت النجوم ملكي”.

مشهد من فيلم الغابة النروجية، تتحدث فيه البطلة عن معنى الحب كما تفهمه وتريده.

أشتريت خلاط جديد وقررت أستخدمه لعمل بانكيك نباتي 🥞.

وضعت كوبين من الشوفان في الخلاط إلى أن صار طحينا. ثم أضفت القرفة وبودرة بذور القنب. مع حبة موز 🍌 وكوب ونصف من الحليب النباتي. النتيجة مزيج متماسك. سخنت المقلاة وشغلت عداد الوقت، دقيقة ونصف ثم أقلب البانكيك. كمية الزيت التي استخدمتها لقلي البانكيك كانت صفر. المقلاة غير لاصقة فلم يكن هناك حاجة للزيت.

كلمة جيگولو Gigolo تُطلَق على الشاب الوسيم الذي تُنفِق عليه امرأة ليكون رفيقها الرومانسي. عرفت هذه الكلمة قبل أيام، وحين بحثت عنها وجدت أغنية وفيلمين على نتفلكس ومقالة.

يوم رمادي رغم زرقة السماء.

كافتيريا الدوام شبه خالية. جلست إلى طاولة بعيدة عند الزاوية. ممتلئًا بالنعاس، أشرب قهوتي وأقرأ. وصلت عند هذا الحوار:

قالت: “إن أردت الحقيقة، فأنا لا أريد أن أتركك”. قال: “حسنًا إذن، لا تتركيني”. قالت: “لكني لا أذهب إلى أي مكان بالبقاء معك”.

عند هذا الحد قررت أن أتوقف عن القراءة.

شاهدت مسلسل مستر بين الجديد على نتفلكس.

مسلسل قصير يمكن الاستمتاع بمشاهدته بجلسة واحدة. كان مستر بين في صراع مع نحلة. قرر أن يضع كل شيء آخر جانبا ويتفرغ للقضاء عليها. لكن الأمور تزداد سوءً كل مرة. تضرر هو وتضرر آخرون وتضرر المكان الذي هو فيه. ذكرني صراعه معها بمقولة بوذية: “كلما حاولت التحكم في شيء، زادت سيطرته عليك. حرر نفسك ودع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي”.

بدأت صباحي في الأمس بالاستماع إلى أغنية من مسرحية الزعيم لعادل إمام. وبعد العصر نقلت وسائل الإعلام خبر حل مجلس الأمة وقرار الحكومة بعدم التدخل في التصويت لاختيار رئيس المجلس القادم. دخلت كلوب هاوس وسمعت الكثير من المتحدثين المبتهجين، بعضهم بالغ قليلا حين اعتبر يوم حل المجلس هو ثالث الأعياد الوطنية. عموما أغنية “الشعب اللي مصيره ف إيده” مناسبة لهذه الأجواء الاحتفالية.

لم أتوقف عند هذا الحد. رجعت استذكرت المسرحيات التي استمتعت بأغانيها، والتي انطبعت في الذاكرة. على رأسها أغنية “بلادكم حلوة” من مسرحية السندباد، أتذكرها أحيانا في رحلات السفر الطويلة.

بعد التحرير من الغزو العراقي ظهرت عدة مسرحيات تدور حول الغزو. منها مسرحية الأطفال أبطال السلاحف والتي أتذكر منها أغنية “قو نينجا” وأغنية “يا عازف العود” التي تقول فيها نوال “من عصبة الأشرار، خَذت أنا ثاري”. في مسرحية سيف العرب غنى عبدالحسين عبدالرضا أغنية “خالة شكو” بطريقة ساخرة.

مسرحيات عبدالعزيز المسلم احتوت على أغانٍ جميلة. فأغنية “انتي الحب” من زمن دراكولا احتوت على رمانسية لطيفة وداكنة، يمتاز بها مصاصوا الدماء. وأغنية “باسم العالم” .. فعلاً لازم “الخير اللي فينا يبان، والظلمة نبدلها بنور”.

كذلك أحببت أغنية “باربي” من مسرحية مراهق في الخمسين. ذلك الطبيب الخمسيني الفاشل في عمله وفي بيته، تظهر فجأة في حياته يمامة الشابة الجميلة التي تتعلق به وتجعله يعود مراهقًا بعد الخمسين.

الأغنية الأخيرة هي إعلان مسرحية سبايدرمان.

في الأيام الماضية قرأت وشاهدت الكثير عن الشخصية المتلاعبة.

تتقن هذه الشخصية خداع الآخرين. تحدثنا عن نفسها بصفات منتقاة بعناية، لتخلق صورة نكتشف بعد حين أنها غير حقيقية، لأن “أفعالها مختلفة جدًا عن كلامها”، وهذا يجعل التعامل معها مجهد نفسيًا.

المتلاعب لا يقبل كلمة “لأ” بسهولة. يخلق شعورا بالذنب. شعور بزعزعة السلام الداخلي.

حين شاهدت مسلسل gypsy قلت لنفسي “يا الله! أعرف بطلة المسلسل. أعرفها جيدًا”.

قبل ذهابي إلى ستاربكس قررت أن لا أطلب قهوة مع فطوري، فقد نلت ساعات نوم كافية الليلة الماضية وأشعر بالنشاط، فلم الكافيين؟ لكن القهوة تجعل مزاجي أفضل، فما المانع؟ هي في نفس الوقت تزيد من التوتر، فما الداعي! حسنًا، هل أنا فعلًا أريد شرب القهوة أم هي العادة التي تتحكم بي الآن؟ لم أتخذ قراري النهائي إلا وأنا عند الكاشير: “شاي أسود” قلت، بينما أتأمل صعوبة اتخاذ قرار أرى أنه صحيح، لكنه غير مريح، على أمر بسيط جدا مثل عدم تناول القهوة.

Enter your email to subscribe to updates.