حديقة نباتية ورقصة باتشاتا

اتفقت مع يولا أن نلتقي بعد الظهر في الحديقة الملكية النباتية. سبت. طقس مشمس ولطيف للتجول على القدمين. تجولنا في الحديقة إلى أن بلغنا المقهى. جلسنا نحتسي قهوتنا ونتحدث؛ عن الصين، تونس، الكويت. التاريخ والفكر والدين. هي تونسية عاشت فترة في الصين، ووصلت إلى أدنبرة قبل أسبوع. لديها معرفة ممتازة بالتاريخ. يولا هو اسمها الصيني. تتحدث بشغف عن ديهيا، الكاهنة التي وحدت القبائل الأمازيغية واستطاعت أن تهزم الجيوش العربية. عن بورقيبة والاستعمار الفرنسي. عن الحريات في تونس التي أتاحت للكثير من المفكرين طرح ومناقشة ما لا يستطيع الكثير من العرب مناقشته في بلدانهم. كانت يولا تظن أن أغلب سكان الكويت بشرتهم سمراء لأن أغلب أعضاء فرقة ميامي، التي تعرفها منذ طفولتها، من ذوي البشرة السمراء وكذلك المشهور الكويتي أبوفلة. لخَّصْت لها تاريخ الكويت بدقائق. كيف هاجر الكويتيون الأوائل. كيف نشأت الإمارة دون حرب. كيف بدأ أول مجلس شورى في شبه الجزيرة العربية. كيف شكّل تنوع المهاجرين من البلدان المجاورة مزيجا فريدًا. حياة يولا لسنوات في الصين جعلتها تحن للطعام الشرق الأوسطي الذي لا تجده دائما. اخترنا مطعما إيرانيا للعشاء. حين عرفتْ عن ولعي باليابان رشحت لي بعض قصص المانگا التي تحبها كثيرا. أثارت فضولي واحدة من القصص التي رشحتها وهي Black Butler. لديها ولع في الرقص. بعد العشاء الأيراني اقترحت أن نزور إحدى الحانات التي تقدم دروسًا في رقصة الباتشاتا التي سمعت عنها لأول مرة. فنستطيع أن نجلس ونشاهدهم. وصلنا قبيل الثامنة. درس الرقص في الدور الأسفل. نزلنا. مدرب رقص لاتيني يقف أمام صف من الشباب والبنات. وقفنا نشاهد، وإذا بالمدرب يدعونا للانضمام إليهم. رمقتني يولا بنظرة تساؤلية، أومأتُ لها “لنفعل ذلك”. هكذا. جئت لأشاهد من بعيد لأجدني في قلب المشهد. مبادئ رقصة الباتشاتا بسيطة. قائد وتابع. وتزامن في الخطوات والحركات. تمرنا ساعة ونصف، ثم خرجنا والشمس ما تزال مشرقة.